تاريخ صناعة وتطور الموبايل | سمــارتك لحلول تكنولوجيا الأعمال

لقد أصبح الهاتف المحمول أو الموبايل جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية؛ فلم يعد وسيلة للاتصال وإجراء المكالمات الصوتية فقط. ولكن أصبح أقرب إلى جهاز كمبيوتر يحتوي على العديد من البرامج تقوم بكل ما تحلم به.

ولكن هل فكرت يومًا كيف تحوّل الموبايل من جهاز ضخم وغالي الثمن بإمكانيات محدودة إلى جهاز رخيص نسبيًا ولا يتعدّى حجمه بضعة سنتيمترات؟

لك أن تتخيل حجم السعادة التي شعر بها العالم الأمريكي (مارتن كوبر Martin Cooper) نائب رئيس شركة موتورولا Motorola عام 1973 عندما تمكن من إجراء أول مكالمة صوتية عبر هاتفه اللاسلكي؛ وذلك عن طريق إرسال موجات كهربائية عبر الهواء خلال أجهزة ميكروويف مثبتة في مساحات معينة. لم يكن أحد يصدق في ذلك الوقت، أن بإمكانه حمل هاتفه لأي مكان ليتحدث من خلاله!

احتاجت موتورولا إلى 10 أعوام قبل طرح هاتفها “Motorola DynaTAC” في السوق؛ لتقدمه للعالم عام 1983. وعلى الرغم من أنه كان ثقيل وباهظ الثمن؛ فقد كان يزن حوالي 1 كيلوجرام ويصل طوله لـ 40 سم ويبلغ ثمنه 3995 جنيه استرليني! إلا أنه انتشر واشتهر بين الناس.

ثم دخلت شركة نوكيا السباق وأعلنت عن هاتفها “Nokia Mobira Cityman” عام 1984 والذي تميز عن “Motorola DynaTAC” بطول فترة استعمال البطارية.

وفي عام 1989 عادت شركة موتورولا لتقدم هاتفها الجديد “Motorola MicroTAC”، ليبدأ بذلك مفهوم الهاتف المحمول الذي نعرفه: صغير في الحجم ويمكن وضعه في الجيب مع سهولة الاستخدام.

ثم قامت بتطويره وتقديمه للسوق مرة أخرى عام 1992 كأول هاتف محمول رقمي بنظام الجيل الثاني 2G، فجلبت شبكات محسنة للمكالمات الصوتية وأصبحت أكثر سرعة من الجيل الأول 1G.

في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات كان يوجد جهاز يسمى: Personal digital assistant أو المساعد الشخصي الرقمي، وهو عبارة عن جهاز صغير بحجم الجيب، له شاشة وذاكرة عليها تطبيقات مثل: التقويم والرسائل ودفتر للعناوين وقائمة المهام ومذكرة وآلة حاسبة والبريد وبرامج أخرى تساعد رجال الأعمال في تنظيم وقتهم وأعمالهم؛ فبدأ المبرمجون يحاولوا دمج خصائص المساعد الرقمي مع الموبايل تدريجيًا، وكان أول جهاز يجمع بين فكرة الهاتف المحمول وفكرة المُساعدات الشخصية الإلكترونية PDA عام 1993 هو “IBM Simon”.

وفي عام 1992 بدأ عصر الاتصالات وأصبح من الممكن إجراء المكالمات الدولية عن طريق الموبايل بسهولة.

وفي 3 ديسمبر 1992، تم إرسال أول رسالة قصيرة في العالم وكانت بحد أقصى 160 حرف للغة الإنجليزية و70 حرف للغة العربية.

واصلت موتورولا نجاحها؛ وأنتجت أول جهاز صدفي “Motorola StarTAC” عام 1996 وكان مزود بشاشة عرض. ويعتبر أفضل أجهزة الموبايل وأكثرها انتشارًا في ذلك الوقت.

وعادت نوكيا للمنافسة مجدّدًا، وأنتجت “نوكيا 8110” أو “هاتف الموزة!” الذي ظهر لأول مرة في أول فيلم من سلسلة أفلام ماتريكس.

ثم وضعت حجر الأساس للهواتف الذكية واخترعت “نوكيا 9000” أول موبايل بلوحة مفاتيح كاملة وشاشة تعمل باللمس.

ثم دخلت “بلاك بيري” المنافسة عام 1999، واخترعت أول أجهزتها الذكية المميزة بلوحة المفاتيح سهلة الاستعمال ونظام عملها السريع والمتطور؛ وكانت الاختيار الأمثل لكثير من رجال الأعمال.

وعلى التوازي أطلقت نوكيا جهازها “نوكيا 7110″، وكان أول هاتف محمول يمكنه استعمال الانترنت عن طريق بروتوكول التطبيقات اللاسلكية WAP، ورغم أن هذا التطبيق لم يكن إلا تقليص للإنترنت في شكل نصي، إلا أنّها كانت خطوة ثورية للهواتف المحمولة. ثم تبع هذا الهاتف أجهزة مشابهة جَمَعَت بين الهاتف والفاكس وجهاز النداء الآلي.

ثم مضت مراحل تطور الموبايل سريعًا؛ فدخلت سامسونج المنافسة في نفس العام 1999 وأنتجت أول موبايل بمشغل mp3.

samsung sprint

وكان اختراع أول موبايل بكاميرا من نصيب اليابان، ورغم إن دقتها كانت 1 بيكسل إلا أنها كانت مقبولة في ذلك الوقت.

samsungsprint

ومع بداية الألفية الجديدة، ظهرت شبكات الجيل الثالث 3G ، مما زاد في سرعة الانترنت ونقل البيانات.

ثم قدمت نوكيا جهازها “نوكيا 8310” والذي كان قفزة كبيرة للهواتف الجوّالة أيامها؛ لاحتوائه على خاصية راديو FM وتطبيق للمواعيد وإمكانية استقبال وإرسال البيانات بالأشعة تحت الحمراء Infrared.

Nokia 8310

ودخلت إريكسون المنافسة بقوة بإنتاج أول موبايل بخاصية إرسال البيانات بالبلوتوث، وأنتجت في نفس العام أول موبايل له شاشة ملونة في العالم!

Ericsson1 Ericsson2

وظهرت سيمنز بإنتاج أول موبايل يعمل بنظام الـ GPRS، ويحتوي على ذاكرة داخلية تصل إلى 360 كيلوبايت! (وقتها كانت كبيرة جدًا!).

Siemens

ثم عادت نوكيا لتنتج مجموعة من الموبايلات، حظيت بشعبية كبيرة احتلت بها الصدارة؛ لخفة وزنها وسهولة استخدامها ورخص ثمنها، أشهرها “نوكيا 3310″ والذي باعت منه أكثر من 126 مليون قطعة، و”نوكيا 1100” الذي باعت منه 200 مليون نسخة في عام واحد هو 2003.

وفي 2007 أشعلت آبل المنافسة بجهازها آي فون الأنيق الذي يعمل بشاشة لمس سهلة الاستخدام، ومع نزول الهواتف التي تعمل بنظام الأندرويد للأسواق عام 2008؛ أصبحت المنافسة أقوى لتقديم خدمات جديدة ومتنوعة من خلال مجموعة من التطبيقات مجانية ومدفوعة الأجر خلال متجر أبل وجوجل بلاي

ثم تطورت شبكات الجيل الرابع 4G في 2010، لتقدم انترنت أكثر سرعة؛ ليصبح الموبايل وكأنه كمبيوتر محمول بالفعل.

MPHF

والآن ما الذي تحلم أن تجده في الموبايل؟ هل سيأتي اليوم الذي نسخر فيه من هواتفنا الآن، ونقول فيما بعد كانت إمكانياتها محدودة؟!!

عن الكاتب


اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تتميز بـ *


يمكنك استخدام HTML وسوم واكواد : <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

Blog