ظهرت في الآونة الأخيرة الكتب الإلكترونية كحل لعديد من المشكلات التي تواجه القُراء في الكتب المطبوعة مثل كِبَر حجمها الذي يؤدي إلى صعوبة حملها في كل مكان أو صِغَر خطها، وما إلى ذلك. وصَاحَبَ هذا الانتشار توسعًا كبيرًا في تقنيات عرض هذه الكتب للقارئ مع توفير العديد من المميزات. نستعرض في هذا المقال أوجه التشابه والاختلاف بين الكتاب الإلكتروني والمطبوع، بالإضافة إلى توضيح لمعنى الكتاب الإلكتروني، مما سيساعدك على استيعاب عملية تحوُّل كل نوع إلى الآخر.
الكتاب الورقي هو كتاب ملموس يحتوي على نصوص وصور، إلخ، مطبوعة على ورق. ثم يتم تجميع الصفحات معًا وإضافة إما غلاف مُقوَّى أو ورقي. أما الكتاب الإلكتروني (eBook) هو كتاب رقمي تم تهيئته وتنسيقه بحيث يُمكن قراءته على أجهزة القراءة الإلكترونية (كالحواسيب والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية النقّالة) باستخدام التطبيقات المُعدَّة لذلك.
تُستخدَم العديد من العناصر المكوِّنة للكتاب المطبوع في الكتاب الإلكتروني مثل الغلاف وصفحة عنوان الكتاب وصفحة حقوق الطبع وفهرس الموضوعات والفصول والفقرات، إلخ. وبذلك فإن الكتاب المطبوع يُشبه الكتاب الإلكتروني إلى حد كبير، ولكن ما هي أوجه الاختلاف؟
يعتبر أهم اختلاف بينهما هو…
- أن للكتاب المطبوع تصميم ثابت وبذلك بمجرد طباعته لا يُمكن تغيير أي شيء فيه، في حين يتميز الكتاب الإلكتروني بتصميمه المرن القابل للتعديل؛ حيث أن معظم الكتب الإلكترونية مزودة بخاصية إعادة تدفق النص الموضحة أدناه.
ما هي خاصية إعادة تدفق النص؟ هي القدرة على تحريك الكلمات في الملف إلى السطر التالي بمجرد أن يغير المستخدم حجم النافذة وبذلك يتم إعادة تحديد مكان الحدود المناسبة للصفحة (المرجع: pcmag.com). إذا كنت تود تجربة هذه الخاصية يمكنك فتح كتاب باستخدام Microsoft Word، ثم اذهب إلى قائمة عرض (Menu View) ثم إلى مخطط عرض الويب (Web Layout). وسترى أنه ليس هناك «صفحات» قائمة بذاتها. والآن عدِّل حجم الشاشة ليصبح أصغر، ثم ليُصبح أكبر. ستلاحظ أن النص يتحرك ليُلائم حجم الشاشة.
- لا تحتوي الكتب الإلكترونية على صفحات كما هو الحال في الكتاب المطبوع؛ لأن نص الكتاب الإلكتروني «يتدفق» ليُلائم حجم الشاشة. وبما أنها لا تحتوي على صفحات، فلا يوجد أرقام صفحات بالطبع، وبذلك لن يستطيع القارئ استخدام أرقام الصفحات كوسيلة للتصفح أو الرجوع إلى فهرس الموضوعات أو فهرس المصطلحات. وكبديل، يحتوي الكتاب الإلكتروني على فهرس موضوعات مزود بوَصلات إحالة إلكترونية لفصول و/أو أقسام الكتاب.
- كما تحل خاصية البحث المتوفرة في القارئ الإلكتروني محل فهرس المصطلحات للبحث عن كلمة أو موضوع محدد وللتنقل داخل الكتاب. وأيضًا يستطيع القارئ تغيير نوع الخط وحجمه والمسافات بين الجُمل لأنه لم يتم تضمين نوع خط محدد أثناء التنسيق.
- لا يحتوي الكتاب الإلكتروني على رأس وتذييل للصفحة في بعض الأحيان، وبالنسبة للهوامش فهي تتحول إلى «تعليقات ختامية». لكن هذا الأمر تطور مؤخراً ليماثل الكتاب المطبوع في طريقة عرضه لتلك الهوامش والحواشي.
- يجب أن تكون الصور في محاذاة مع النص وبمنتصف الصفحة لضمان إمكانية تناسبهم أثناء العرض. بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم أجهزة القراءة الإلكترونية لا تقبل المخططات والجداول وتقسيم النص إلى أعمدة، لذلك يجب تحويلها إلى صور مسبقًا.
- مما يجب أن تعرفه عن الفروقات كذلك، أن ما يلي لا يُستخدَم في تنسيق الكتب الإلكترونية:
– علامات التبويب (tabs)
– مفتاح المسافة (space bar)
– إرجاعات الفقرات (paragraph returns)
– الرموز (symbols)
– الأعمدة (columns)
– صناديق النصوص (text boxes)
– الخط الملون (colored font) (قد يتسبب الخط الملون في صعوبة القراءة من بعض تطبيقات أو أجهزة القراءة الإلكترونية التي لا تدعم استخدام الخطوط الملونة)
وقد تطرق موقع Smashwords في دليل تنسيق الكتب الإلكترونية الخاص به إلى عدة نقاط جوهرية للجهات المصممة للكتب الإلكترونية نستعرضها فيما يلي:
- عندما تُحوِّل الكتب المطبوعة إلى إلكترونية، فأنت بذلك تفتح آفاقًا جديدة للقارئ ليستمتع بالقراءة. ولكن يجب أن تعلم أن طبيعة الكتاب الإلكتروني تختلف عن المطبوع لذلك لا تحاول أن تجعل الكتاب الإلكتروني نسخة طبق الأصل من المطبوع، وإلا ستصاب بالإحباط عندما تجد أن الكتاب أصبح منسقًا بشكل سيء ولا يُمكن قراءته.
- في الكتاب الإلكتروني، تستطيع التحكم في تخطيط الصفحة؛ حيث تظهر الكلمات في المكان الذي ترغب به تحديدًا. ولكن في الكتاب الإلكتروني، لا توجد «صفحة» محددة البداية والنهاية إلا أنه يوجد الكثير من المميزات في المقابل! أرقام الصفحات غير ثابتة؛ حيث سيبدو الكتاب مختلفًا عند عرضه في كل جهاز من أجهزة القراءة الإلكترونية والتطبيقات الإلكترونية لأنها تتيح للمستخدم خاصية تعديل نوع وحجم الخط والمسافات بين السطور. الشعار في SmashWords هو «اقرأ كتابك بطريقتك» وهو ما يعني أن للقارئ الحق في تغيير شكل الكتاب بحسب ذوقه الخاص حتى لو كان غريبًا جدًا.
- يجب أن تتذكر دائمًا أن معظم العملاء يهتمون بمحتوى الكتاب نفسه وليس تخطيط الصفحة الرائع وأنماط الكتابة المذهلة، لأنك بالتأكيد ترغب في أن يكون الكتاب قابلًا للعرض في مختلف أنواع أجهزة القراءة الإلكترونية قدر الإمكان وبذلك سيقرأ القارئ كتابه على طريقته! فالأجهزة التي يستخدمها القُراء تختلف من شخص إلى آخر؛ فقد يرغب البعض في استخدام القارئ الإلكتروني لـ iPhone أو Sony. وآخرون يفضلون القراءة باستخدام تطبيقات القراءة الإلكترونية المتعددة مثل Adobe Digital Edition أو FBReader.
وأخيرًا نرجو أن نكون وُفقنا في توضيح بعض أوجه التشابه والاختلاف بين الكتاب الإلكتروني والمطبوع، ومناقشة مميزات الكتاب الإلكتروني الذي يعتبر تقنية حديثة ظهرت مؤخرًا لتيسير القراءة على العديد من القُراء خاصةً الذين يواجهون مشكلة في أخذ الكتاب الورقي في كل مكان لثقل وزنه. فسواء كنت ترى أن الكتاب الإلكتروني أصبح منافسًا للورقي أم لا، فالمهم أنه قد أصبح هناك حرية في الاختيار بين وسيلتين مختلفتين للقراءة حسب الأنسب لك!