أبل | سمــارتك لحلول تكنولوجيا الأعمال - Part 2

قصة بناء متجر “أبل” App Store لتطبيقات الهواتف الذكية

في عام 2003، بدأت “أبل Apple” في تطوير متصفح الانترنت “سفاري Safari“، كبديل للمتصفح “انترنت إكسبلورر” -التي كانت تعتمد عليه أجهزة أبل في أنظمة “ماك”-، وذلك باتفاقية تعاون مع شركة “مايكروسوفت” لمدة 5 سنوات.

وفي أي متصفح انترنت، يوجد جزء مهم يُسمى “الإضافات” أو “Add-ons/extensions“، الذي يساعد المستخدمين في تحسين تصفح الإنترنت بالاستعانة بأدوات مساعدة مثل: الترجمة، حجب الإعلانات المزعجة، وحفظ أجزاء من المواقع.. إلخ.

safari-extensions

كانت الإضافات في متصفح الانترنت “سفاري” محدودة جدًا؛ فطُرح على “ستيف جوبز” -المدير التنفيذي لـ “أبل”-، فكرة إتاحة جزء “الإضافات”  للمبرمجين حول العالم، بحيث يمكنهم إضافة أفكار جديدة لإضافات المتصفح، فيما يُسمى بتطبيقات الطرف الثالث third-party apps.

لم يقتنع “جوبز” بفكرة أن يقوم مبرمجين من خارج شركته بعمل تطبيقات لأنظمة تشغيل أبل! لكن بعد ظهور فكرة جهاز “الآيفون” في معامل الشركة، وأنه سيعتمد على “التطبيقات” بشكل أساسي؛ وافق “جوبز”  على الفكرة.

في 2007، قدّمت “أبل” جهاز “الآيفون iPhone” للسوق بتطبيقات محدودة من فريق الشركة، وفتحت الباب للمبرمجين من خارج الشركة لتطوير تطبيقات متصفح الانترنت “سفاري” “web applications/extensions” بعد 3 سنين تطوير من خلال فريقها فقط؛ كتجربة أولية لاستقبال مقترحات تطبيقات للآيفون من المبرمجين خارج الشركة.

وبعد تجربة ناجحة لبناء معرض إضافات “سفاري” بمساعدات خارجية. استطاعت “أبل” تحديد معايير البرمجة والتصميم التي تُلزم بها المبرمجين من خارجها لتطوير تطبيقات “الآيفون”.

app store

في عام “2008” أطلقت “أبل” متجر Apple app store”” بـ 500 تطبيق فقط، ووصل عدد التحميلات إلي 10 مليون تحميل في أول ثلاثة أيام.

وفي أواخر 2010، أطلقت “أبل” متجر تطبيقات لحواسيبها الشخصية بنظام ماك mac app store”“.

ومع نهاية 2017 تخطى “متجر تطبيقات أبل” 3 مليون تطبيق في مختلف المجالات (من: الألعاب – التطبيقات التعليمية – أدوات تحسين الأداء والإنتاجية… إلخ) بمختلف لغات العالم، ووصل عدد التحميلات إلى أكثر من 8 مليار تحميل في الربع الأخير من السنة.

apple stores metrics

خلال النصف الأول من عام 2018، وصلت عوائد “أبل” من متجر التطبيقات إلى  22.6 مليار دولار، كدخل من اشتراكات المطورين لنشر التطبيقات الخاصة بهم على متجر تطبيقات أبل، وبنسبة الضِعف تقريبا للعوائد التي حققها “متجر تطبيقات جوجل” في نفس الفترة، على الرغم من أن “متجر أبل” يغطي 11% فقط من سوق تطبيقات الهواتف والأجهزة الذكية.

انفوجرافيك: تاريخ صناعة وتطور الموبايل

هل تَذْكُر أول هاتف جوال قمت بشرائه؟

هل اختلف كثيرًا عن الذي تحمله الآن‏؟

هل تعلم أن صناعة أول هاتف خلوي بدأت منذ 45 عام فقط!!!‏

لم يكن يُصدّق أحد في ذلك الوقت أن بإمكانه حمل هاتفه والتحدث به في أي مكان، لكن فعلها ‏الأمريكي “مارتن كوبر” نائب رئيس شركة موتورولا، وأجرى أول مكالمة من هاتفه الضخم عام ‏‏1973 بكل سعادة وانتصار!‏

ثم توالت الأفكار وتنافست الشركات لتطويره، بدايةً بتصغير حجمه ليصبح مناسبًا لحمله في ‏الجيب، ثم بإضافة إمكانيات مثل تبادل البيانات (بالبلوتوث) وتشغيل الفيديو والتصوير بالكاميرا …‏

لم يعد ذلك الجهاز الذي يُستخدم لإجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية فقط، ولكن تحوّل ‏إلى جزء أساسي في حياتنا اليومية؛ أصبح الهاتف الذكي، الذي يعمل بشاشة اللمس ويجيب على أسئلتك، يُستخدم في العمل، وفي التعلُّم، وفي اللعب والترفيه.‏

لكن، ما الذي تنتظر أن يقدمه لك هاتفك؟؟

وما الذي تحلم أن تجده فيه في المستقبل، لأنك تفتقده اليوم؟

تعرّف من خلال هذا “الإنفوجراف” على المراحل التي مرّ بها “الموبايل” من بدء اختراعه وكيف ‏تنافست الشركات على تطويره حتى وصل إلينا كما هو الآن…

Mobile Phone Development History infographic

كواليس قصة نجاح شركة “أبل”

كثيرًا ما نستخدم أجهزة الآي فون والآيباد أو أحد منتجات شركة “أبل” العملاقة، ولكن هل فكرنا يومًا كيف نشأت هذه الشركة وكبرت حتى وصلت للقمة؟

قامت “أبل” بشكل أساسي على يدي “ستيف جوبز” صاحب الطموح والرؤية الذي يفكر في الاتجاهات التجارية والتسويقية لمنتج الحاسوب الشخصي، و”ستيف وزنياك” الخبير والعبقري التقني الذي يستطيع تصنيع كمبيوتر بالكامل بنفسه وتطوير كل شيء فيه.

Jobs and Steve Wozniak

كان لقاءهما الأول عام 1970 أثناء تعلم دورة تدريبية في مقر شركة “HP” التي كانت تقوم بتصنيع وتطوير الآلات الحاسبة للأرقام في ذلك الوقت، وهناك أُعجِب “جوبز” بذكاء “وزنياك” كثيرًا، وقامت بينهما علاقة صداقة قوية تحولت لشراكة عمل فيما بعد.

أول عمل مشترك بينهما كان في تصغير شريحة الكترونية لصالح شركة “أتاري” مقابل مبلغ من المال.

وفي عام 1976، قرر الصديقان تأسيس شركتهم “أبل كمبيوتر المحدودة ” Apple Computer Inc، وكان مقرها جراج عائلة “جوبز”، واسمها على اسم الفاكهة التي يحبها.

apple first logo

لجأ الاثنان إلى صديقهم “رونالد وين” ليقوم بدور الراعي للشركة ويعد الأوراق والعقود الخاصة بها، حتى أنه قام برسم أول لوجو لشركة أبل. وكان عبارة عن صورة تخيلية لنيوتن وهو يقرأ في كتاب تحت شجرة تفاح، ومنها اسم الشركة أبل.

قرر “جوبز” و “وزنياك” مكافأة صديقهم “وين” نظير ذلك ومنحه 10% من شركة أبل. لكنه لم يكن يأمل في الاستثمار، فقام ببيع أسهمه بعد أسبوعين فقط من إعلان تأسيس أبل مقابل 800$ فقط!!

Apple I

قام “وزنياك” بتصميم جهاز أبل الأول بسعر 666.66$ (يوازي المبلغ حالياً $2,763). الجهاز كان عبقرياً.

وفي العام الأول حققت أبل مبيعات تقدر بـ 773 ألف دولار وقتها؛ مما جلب المستثمرين الذين قدموا آلاف الدولارات لتحويل أبل من مجرد شركة بها شخصين إلى شركة حقيقية.

ورغم عبقرية “جوبز” لكن لم يوافق المستثمرون عليه رئيساً للشركة مما دفعه إلى إقناع “جون سكالي” أن يترك منصبة كمدير لشركة بيبسي ويأتي للعمل في أبل عام 1983.

في ذلك الوقت تعرّض الصديق والشريك المخلص «وزنياك» لحادث أفقده الذاكرة، فاضطر أن يخرج من إدارة الفريق التقني لفترة زمنية دامت شهور، في هذا الوقت تم إنتاج جهاز «Apple Lisa» على يد مهندسين شركة أبل وكان هذا أول جهاز حاسوب بواجهة رسومية ولكن مبيعاته كانت ضعيفة.

Apple II

استرد «وزنياك» ذاكرته تدريجياً بعد مرور شهور من الحادث وعاد ليُكمل دراسته في علوم الحاسب من جديد، وعادت أبل لتطوير جهاز «Apple II» في عام 1984. حيث قفزت الشركة أول قفزة حين أطلقت جهازها المطوَّر من «ليزا» بحجم أصغر وإمكانية التحكم عن طريق الماوس، ووصلت مبيعات أبل بنهاية عامها العاشر إلى 1.918 مليار دولار أي 25 ضعف ما كانت عليه في 1976، مما جعلهم في موضع مواجهة وتحدي مع الشركات الأخرى الكبيرة مثل «إنتل» و «مايكروسوفت».

لكن في الاجتماع السنوي للشركة مقدمة عام 1985 حدث صدام كبير بين “ستيف جوبز” و”جون سكالي” وقرر مجلس الإدارة رحيل شخص منهما من الشركة، فكان القرار هو فصل “جوبز” من الشركة التي أسسها، على يد الرئيس الذي اختاره!!

بعدها قرر «وزنياك» مغادرة الشركة مرة أخرى بعد أن تم إهمال دوره وفريقه في تطوير «أبل 2»، وباع معظم أسهمه في الشركة.

لم ييأس «جوبز»، فقرر إنشاء شركة جديدة لإنتاج جهاز حاسوبي متطور لأغراض التعليم العالي وأطلق عليها شركة «نكست NeXT». لكن لم يحصل جهازه على نجاح تجاري كبير بسبب غلاء ثمنه، وكان هذا الحاسوب قد اقتناه «تيم بيرنرز لي» واستخدمه في اختراع شبكة الإنترنت!

وبعد نجاح «نيكست»، اشترى “جوبز” قسم الرسوم المتحركة من شركة “لوكاس” وحولها لشركة “بكسار” للرسوم الكرتونية التي أنتجت أنجح أفلام الرسوم المتحركة عالميًا.

وكان «وزنياك» يسير متوازيًا مع صديقه على طريق النجاح فأسس شركة جديدة لتطوير أجهزة التحكم عن بعد «Remote control».

انهارت شركة «أبل» بعد خروج «جوبز» وخسرت الكثير من أموالها مقابل منافسة من مايكروسوفت وقضايا دخلتها أمام بعض الشركات (مثل زيروكس) دون أي إبداع جديد منها في المنتجات، وفي خلال عشرة أعوام انتقلت رئاستها بين أكثر من شخص، إلى أن ترأسها «جيلبرت أميليو» الذي تأكد وقتها أن «أبل» لن تصعد ولن تنجو من هذا الانهيار إلا إذا رجع «جوبز» لرئاستها مرة أخرى.

تواصل «جيلبرت أميليو» مع «جوبز» وأقنعه بالرجوع لرئاسة الشركة، من خلال تقديم عرض شراء لشركة NeXT الصاعدة بقوة والاستحواذ عليها، لتعمل على إنتاج نظام التشغيل MAC OS X. وبالفعل استحوذت أبل على NeXT مقابل 427 مليون دولار. وأصبح “جوبز” المدير التنفيذي لشركة أبل مجددًا عام 1996، وعاد إلى الشركة التي فصلته قبل 10 أعوام، وبدأ بإعادة هيكلة الشركة؛ ففصل جميع من وقفوا ضده، وغير معظم قيادي الشركة.

قرر جوبز في نفس العام إنهاء الصراع القضائي بين أبل ومايكروسوفت تماماً، فقامت الأخيرة بشراء أسهم في أبل بقيمة 150 مليون دولار؛ لتساهم بذلك في حل أزمة الشركة مالياً وتوفر لها السيولة.

Apple logo Think_Different

عام 1997، عادت «أبل» تتألق بشعار تسويقي جديد «think different» (فكر بشكل مختلف)، بعد أن قام «جوبز» بتعيين المبدع “جونثان إيف” رئيساً لقسم التصميم ليبتكر منتجات جديدة بتصاميم بسيطة ومميزة يصحبها قليل من الاختلاف. من بينها أجهزة الآي فون والآي باد والـ ماك.

في عام 1998 أعلنت أبل عن iMac

في 1999 أعلنت عن AirPort

في 2000 أعلنت عن iBooks -كمبيوتر محمول-

في 2001 أعلنت عن الآي تيونز وابتكار “الآي بود” الذي أثار ضجة كبيرة في عالم أدوات سماع الصوتيات «بعد صيحة الواكمان walkman».

في 2003 أعلنت عن الماوس البلوتوث ، وعن لوحة المفاتيح اللاسلكية.

في 2004 أعلنت عن شاشاتها تحت اسم “Cinema Display”

في 2005 أعلنت عن ماك ميني”Mac Mini”

وفي 2005 أعلنت عن آي بود ” Shuffle” و آي بود نانو.

وفي 2006 أعلنت أبل عن ماك برو -Mac Pro- وماك بوك برو -MacBook Pro-

apple tineline

وفي العام 2007، بعد سنوات من العمل والتطوير، استطاعت أبل تقديم الهاتف المتنقل الذكي iPhone ذات شاشة اللمس عالية الدقة، وكذلك الـ iPod بشاشة اللمس، والإعلان عن تلفاز أبل Apple TV، وإطلاق متجر التطبيقات iOS apps store الذي أتاحته للمطورين حول العالم لإضافة إبداعاتهم من تطبيقات الهواتف في مختلف المجالات.

في نفس العام، كشف “جوبز” عن تغيير اسم شركته والتي ظلت 30 عاما تعرف بـ “Apple Computer Inc” فقرر إزالة كلمة “Computer” وذلك تزامناً مع إطلاق الآي فون الذي غيّر مفهوم العالم للهواتف

وفي 2008 كشفت أبل عن خدماتها السحابية “MobileMe” والتي تحولت لاحقاً إلى iCloud. وأعلنت عن ماك بوك Air، وعن Time Capsule

وفي 2009 أصدرت الماجيك ماوس -Magic Mouse-

وفي 2010، انتقلت الهواتف الذكية لمرحلة متقدمة للغاية، حيث الضجة الثانية والكبرى بظهور الحاسوب اللوحي «التابلت» بشاشة اللمس الذي اُطلق عليه اسم «iPad»، وبداية عصر التابلت الحقيقي.

من هذا التاريخ وإلى وقتنا الحالي، تُعتبر جميع إنجازات “أبل” تطوير لما تم ابتكاره منذ 15 عام.

Jobs Apple iphone 2007

عام 2011، وصل «جوبز» لنهاية الطريق، حيث قام بتقديم استقالته من «أبل» بعد مسيرة عمل وكفاح دامت أربعون عام، لمّا شعر أنه قد وصل للنهاية وأنه لن يستطع تقديم أكثر لسوء حالته الصحية. وأولى مساعده «تيم كوك» مسئولية منصب المدير التنفيذي، وترك «جوبز» «أبل» وقيمتها السوقية تسعمائة مليار دولار (900B $)، وهي إلى الآن -2018- واحدة من بين أعلى ثلاث شركات قيمة سوقية في العالم.

يبدو من قصة أبل أن الصراعات والمشاكل التي واجهتها أثناء التأسيس والعودة لبناء من بعد الانهيار، هي تحديات متشابهة لما يحدث لكثير من الشركات الناشئة حول العالم. فهل من الممكن أن تتكرر قصة نجاح كهذه في عالمنا العربي؟

Blog